كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 85 """"""
إلى كعب الأحبار من بلاد اليمن فقال له : افلأناً الحبر اليهودي أرسلني إليك برسالة ، قال كعب : هاتها فقال : انه يقول لك : ألم تكن فينا سيداً شريفاً مطاعاً ؟ فما الذي أخرجك من دينك إلى أمة محمد ؟ فقال له كعب : أتراك راجعاً ؟ قال : نعم ، قال : فا رجعت إليه فخذ بطرف ثوبه لئلا يفر منك وقل له : يقول لك كعب : أسألك بالذي رد موسى إلى أمه ، وأسألك بالذي فلق البحر لموسى ، وأسألك بالذي ألقى الألواح إلى موسى بن عمرا فيها علم كل شيء ، ألست تجد في كتاب الله ان أمة محمد ثلاثة أثلاث ، فثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يدخلون الجنة برحمة الله ، وثلث يحاسبون حساباً يسيراً ثم يدخلون الجنة ؛ فانه سيقول لك : نعم . فقل له : يقول لك كعب : اجعلني في أي هذه الثلاثة شئت .
ومنه ما رواه عطاء بن يسار وأبو صالح عنه انه قال : أجد في التوراة : أحمد عبدي المختار ، لا فظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا مجزٍ بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ويغفر ، أمته الحمادون ؛ يحمدون الله على كل حال ، ويسبحونه في كل منزلة ، ويكبرونه على كل شرف ، يأتزرون على أوساطهم ، ويصونون أطرافهم ، وهم رعاة الشمس ، ومؤذنهم ينادي في جو السماء ، وصفهم في الصلاة سواء ؛ رهبا بالليل ، أسدٌ بالنهار ، لهم بالليل دوىٌ كدوى النحل ، يصلون الصلاة حيثما أدركتهم من الأرض ؛ مولده مكة ، مهاجره طابة ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الأمة العوجاء با يقولوا : لا إله إلا الله ، فيفتح الله به أعيناً عمياء ، وآذاناً صما وقلوباً غلفا .
ومنه ما روىامعاوية بن أبي سفيا قال لكعب : دلني على أعلم الناس بما انزل الله على موسى لأسمع كلامك معه ، فذكر له رجلاً من اليهود باليمن ، فأشخصه إليه ، فجمع معاوية بينهما فقال له كعب : أسألك بالذي فرق البحر لموسى أتجد في كتاب الله المنزلاموسى نظر في التوراة فقال : يا رب اني أجد أمة مرحومة ، وهي خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول ،

الصفحة 85