كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 88 """"""
المكتوب ، وهو الحماد يحمد الله على كل شدة ورخاء ، سلطانه بالشام ، وصاحبه من الملائكة جبريل ، يلقى من قومه أذًى شديدا ثم يدال عليهم فيحصدهم حصدا تكون له وقعات بيثرب ، منها له ومنها عليه ، ثم له العاقبة ، معه قومٌ هم إلى الموت أسرع من الماء من رأس الجبل إلى أسفله ، صدورهم اناجيلهم ، وقربانهم دماؤهم ، ليوث النهار رهبا الليل ، يرعب عدوه منه مسيرة شهر ، يباشر القتال بنفسه حتى يجرح ويكلم ، لا شرطة معه ولا حرس ، الله يحرسه .
وكا من هؤلاء أيضاً عبد الله بن سلام ومخيريق ؛ وسنذكر أخبارهم ان اشاء الله تعالى عند ذكر إسلامهما بعد الهجرة على ما تقف عليه هناك .
هذه رواية من أسلم من أهل الكتاب .
وأما من بشر به ( صلى الله عليه وسلم ) من أهل الكتابين ممن لم يسلم ظاهرا ولا علم لهم إسلام ، ومن أقر بنبوته ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يدر له مكان .
فمن هؤلاء من بشر به وأخبر بنبوته قبل مولده ، ومنهم من ذكر ذلك حال مولده لقرائن كان يرقب وقوعها تدل على مولده فوقعت ؛ ومنهم من بشر به في حال طفوليته ، ومنهم من بشر به قبل مبعثه ، ومنهم من ذكر صفته بعد بمعثه ورؤيته له ، وذكر قومه بها وحقق عندهم انه هو ، ودليل كلٍ منهم ما كان يجده عنده من أخباره في الكتب السالفة التي تلقاها عن أسلافه ، ومنهم من أظهر صحفاً كانت عنده فيها صريح ذكره وصفته ، ومنهم من أظهر تمثال صورته ، وصور بعض أصحابه وهيئتهم ، وكا ذلك مصوراً في بيوتٍ في بيعهم على ما نذكر ذلك مسهب ان اشاء الله . فأما من بشر به وأخبر بنبوته وصفته ( صلى الله عليه وسلم ) قبل مولده ؛ فمن ذلك ما حكاه ابن

الصفحة 88