كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 92 """"""
عمرو بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن النجار وطلة أمه ؛ وهي بنت عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة .
قال محمد بن إسحاق : وكا رجل من بني عدي بن النجار ويقال له أحمر ، عدا على رجل من أصحاب تبع حين نزل بهم فقتله ، وذلك انه وجده في عدقٍ له يجده ، فضربه بمنجله فقتله ، وقال : انما التمر لمن أبره ، فزاد ذلك تبعاً حنقاً عليهم فاقتتلوا فكان أهل المدينة ، وهم هذا الحي من الأنصار يقاتلونه بالنهار ويقرونه بالليل ، فيعجبه ذلك منهم ويقول : واللهاقومنا لكرام . وفي ذلك يقول حسا بن ثابت من قصيدة لم يذكر فيها قومه :
قروا تبّعا بيض المواضي ضحاة . . . وكوم عشار بالعشيات نهّض
قال فبينما تبع على ذلك من حربهم إذ جاءه حبرا من أحبار يهود من بني قريظة عالما راسخان ، حين مسعا بما يريد من إهلاك يثرب وأهلها فقالا له : أيها الملك ، لا تفعل ، فانك ان أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها ولم نأمن عليك عاجل العقوبة ، فقال لهما : ولم ذلك ؟ قالا : هي مهاجر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش آخر الزمان ، تكون داره وقراره ، فرأى تبعالهما علما فانصرف عن المدينة واتبعهما على دينهما . ومن ذلك خبر سلما الفارسي وقصته في سبب إسلامه وهجرته إلى المدينة . روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : حدثني سلما الفارسي من فيه ، قال : كنت رجلاً فارسياً من أهل أصبهان ، من أهل قريةٍ يقال لها جي ، وكا أبي دهقا قريته ، وكا أحب خلق الله إليه ، ثم لم يزل حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية ، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها

الصفحة 92