كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 94 """"""
ليلاً ونهاراً منه ، قال : فأحببته حباً لم أحبه شيئاً قبله ، فأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة فقلت له : يا فلأن اني قد كنت معك وأحببتك حباً لم أحبه شيئاً قبلك ، وقد حضركما ترى من أمر الله ، فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ قال : أي بني ، والله ما أعلم اليوم أحداً على ما كنت عليه ، لقد هلك الناس ، وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه ، إلا رجلاً بالموصل ، وهو فلأن ، وهو على ما كنت عليه ، فالحق به . قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له : يا فلأنافلأناً أوصاني عند موتها ألحق بك ، وأخبرني انك على أمره ، فقال لي : أقم عندي ، فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أثر صاحبه ، فلم يلبثامات ، فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلأنافلأناً أوصى بي إليك ، وأمرني باللحوق بك ، وقد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ قال : يا بني والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عيلان لا رجلاً بنصيبين ، وهو فلأن ، فالحق به ، فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين ، فأخبرته خبري ، وما أمرني به صاحب ، فقال : أقم عندي ، فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبه ، فأقمت مع خير رجل ، فوالله ما لبثانزل به الموت ، فلما حضر قلت له : يا فلأنافلأناً كان أوصى بي إلى فان ، ثم أوصى بي فلأن إليك ، فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ قال يا بني والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية ، فأخبرته خبري ، فقال : أقم عندي ، فأقمت عند خير رجل على هدى أصحابه وأمرهم ، قال : واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة ، قال : ثم نزل به أمر الله ، فلما حضر قلت له : يا فلأن اني كنت مع فلأن فأوصى بي إلى فلأن ، ثم أوصى بي فلأن إلى فلأن ، ثم أوصى بي فلأن إلى فلأن ، ثم أوصى بي فلأن إليك ، فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ قال : يا بني والله ما أعلمه أصبح أحدٌ على مثل ما كنا عليه من الناس آمركاتأتيه ، ولكنه قد أظل زما نبي هو مبعوثٌ بدين إبراهيم عيلان لسلام ، يخرج بأرض العرب ، مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل ، به علامات لا تخفى ؛ يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، بين كتفيه خاتم النبوة ، فا استطعتاتلحق بتلك البلاد فافعل ، قال : ثم مات وغيب ، ومكثت بعمورية ما شاء الله ان أمكث ، ثم مر بي نفر من كلب تجار فقلت لهم ، احملوني إلى أرض العرب ، وأعطيكم بقراتي هذه ، وغنيمتي هذه ، قالوا : نعم . وأعطيتهموها وحملوني معهم ،

الصفحة 94