كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 97 """"""
يعترضه ذووا الأسقام ، فلا يدعو لأحدٍ منهم إلا شفى ، فاسأله عن هذا الدين الذي تبتغي ، فهو يخبرك عنه ، قال سلمان : فخرجت حتى جئت حيث وصف لي ، فوجدت الناس قد اجتمعوا بمرضاهم هناك ، حتى يخرج لهم تلك الليلة مستجيزاً من إحدى الغيضتين إلى الأخرى ، فغشيه الناس بمرضاهم لا يدعو لمرضي إلا شفى ، وغلبوني عليه ، فلم أخلص إيه حتى دخل الغيضة التي يريدايدخل إلى منكبه ، قال : فتناولته ، فقال : من هذا ؟ والتفت إلي ، قلت يرحمك الله أخبرني عن الحنيفية دين إبراهيم ، قال : انك لتسألني عن شيء ما يسأل عنه الناس اليوم ، وقد أظل زما نبيٍ يبعث بهذا الدين من أهل الحرم ، فأته ، فهو يحملك عليه ، ثم دخل . قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )اكنت صدقتني يا سلمان ، لقد لقيت عيسى ابن مريم .
وقد روى حديث إسلام سلما على غير هذا الوجه إلا انه غير منافٍ له فيما هو مختصٌ برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع .
وأما من بشر به عند مولده ( صلى الله عليه وسلم ) للقرائن التي كان يتوقع وقوعها تدل على مولده ، فوقعت .
فمن ذلك ما روىايهودياً قال لعبد المطلب جد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يا سيد البطحاء المولود الذي كنت حدثتكم عنه قد ولد البارحة ، فقال عبد المطلب : لقد ولد لي البارحة غلام ، قال اليهودي : ما سميته ؟ قال : سميته محمدا قال اليهودي : هذه ثلاثٌ يشهدن علي بنبوته ؛ إحداهن : انجمع طلع البارحة ، والثانية : ان اسمه محمد ، والثالثة : انه يولد في صبابة قومه ، وانت يا عبد المطلب صبابتهم .
ومنه ما روىاحسا بن ثابت قال : والله اني لعلى أطمى فارع في السحر إذ سمعت صوتاً لم أسمع قط صوتاً انفد منه ، وإذا هو صوت يهودي على أطم من آطام اليهود معه شعلة نار ، فاجتمع الناس إليه وانكروا صراخه فقالوا : مالك ويلك

الصفحة 97