كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 98 """"""
قال حسان : فسمعته يقول : هذا كوكبٌ أحمر قد طلع ، وهو كوكب لا يطلع إلا بالنبوة ، ولم يبق من الأنبياء إلا أحمد ، قال حسان : فجعل الناس يضحكون منه ويعجبون لما أتي به ، قال : وكا أبو قيس أحد بني عدي بن النجار قد ترهب ولبس المسوح ، فقيل له يا أبا قيس انظر ما قال هذا اليهود قال : صدق وا انتظار أحمد هو الذي صنع به ما صنع ، ولعلي ان أدركه فأومن به ، فلما بلغه ظهور النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة آمن به ، وقدم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة وقد نالت السن من أبي قيس .
وقد أشرنا إلى خبر حسا هذا عند ذكرنا لمولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . والأخبار في هذا الباب كثيرة ، فلا نطول بسردها . وأما من بشر به صلى الله عليه بعد مولده في حال طفوليته وحداثة سنه .
فمن ذلك خبر سيف بن ذي يزن ، وقصته مع عبد المطلب ؛ وكا من خبره ما رواه الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله في كتابه المترجم بدلائل النبوة قال : أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد المروزي بنيسابور ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن صالح المعافري ، قال : حدثنا أبو يزن الحميري إبراهيم ابن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن ، قال : حدثني عمي أحمد بن حبيش بن عبد العزيز ، قال : حدثني أبي عفير ، قال : حدثني أبي زرعة بن سيف بن ذي يزن ، قال : لما ظهر سيف بن ذي يزن على الحبشة ، وذلك بعد مولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بسنتين أتته وفود العرب وأشارفها وشعراؤها لتهنئته ، وتذكر ما كان من بلائه وطلبه بثأر قومه ، وأتاه وفد قريش ، منهم : عبد المطلب بن هاشم ، وأمية بن عبد شمس ، وعبد الله ابن جذعان ، وأسد بن عبد العزى ، ووهب بن عبد مناف ، وقصي بن عبد الدار ، فدخل عيلان ذنه وهو في قصرٍ يقال له عمدان ، والملك مضمخ بالعبير ، وعليه بردا أخضران ، مرتدٍ بأحدهما مترزٌ بالآخر ، سيفه بين يديه ، وعن يمينه وشماله الملوك ، فأخبر بمكانهم فأذن لهم ، فدخلوا عليه ، فدتا منه عبد المطلب فاستأذنه في الكلام ، فقال : اكنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك ، فقال : الله عز وجل أحلك أيها الملك محلاً رفيعاً شامخاً

الصفحة 98