كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 7)

بِطِيبٍ فِيهِ صُفْرَة (¬١) خَلوقٌ (¬٢) أوْ غَيْرُهُ، فَدَهَنَتْ مِنْهُ جَارِيَةً، ثمَّ مَسَّتْ بِعَارِضيْهَا (¬٣)، ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا وَاللهِ مَا لِي بِالطِّيبِ (¬٤) حَاجَةٌ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ (¬٥)، إِلّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشهُرِ وَعَشرًا".
قَالَ: وَقَالَتْ زَيْنَبُ: وَدَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا (¬٦) وَاللَّهِ مَا لِي حَاجَةٌ بِالطِّيبِ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ (¬٧): "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
قَالَتْ زَيْنَبُ: وَسَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى (¬٨) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ (¬٦) ابْنَتِي تُوُفِّيَ زَوْجُهَا وَقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَيْهَا (¬٩)، أَفَأُكَحِّلُهَا؟ قَالَ: "لَا"، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ، يَقُولُ: "لَا"، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (¬١٠) "، وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ.
---------------
(¬١) الصفرة: الورس والزعفران. (انظر: الصحاح، مادة: صفر).
(¬٢) الخلوق: طيب مركب يتخذ من الزعفران وغيره، تغلب عليه الحمرة والصفرة. (انظر: النهاية، مادة: خلق).
(¬٣) في (س): "بعارضها".
العارضان: مثنى: عارض، وهو: صفحة الخد. (انظر: النهاية، مادة: عرض).
(¬٤) بعده في (س): "من".
(¬٥) قوله: "ثلاثة أيام" وقع في (س): "ثلاث ليال".
(¬٦) ليس في (س).
(¬٧) قوله: "يقول على المنبر" وقع في (س): "على المنبر يقول".
(¬٨) من (س).
(¬٩) في (س): "عينها".
(¬١٠) كذا في الأصل، (س) بالنصب، وهو الموافق لما في "كنز العمال" (٢٨٠٠٦) معزوا للمصنف، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٩/ ٤٨٩) بعدما رواه بالنصب أيضا: "كذا في الأصل بالنصب على حكاية لفظ القرآن".

الصفحة 13