كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 7)

قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ * كَانَ جَارٌ سَمَّاكٌ فَأَقْرَضْتُهُ خَمْسِينَ دِرْهَمًا، وَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ مِنْ سَمَكِهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَاسِبْه، فَإِنْ كَانَ فَضْلًا فَرُدَّ عَلَيْهِ، وإِنْ كَانَ كَفَافًا (¬١)، فَقَاصِصْهُ.
• [١٥٥٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَسْودِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ الْأَقْمَرِ (¬٢)، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ الْعِرَاقَ أُجَاهِد، فَاخْفِضْ لِي جَنَاحَكَ (¬٣)، فَقَالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّكَ تَأْتِي أَرْضًا فَاشِيًا بِهَا الرِّبَا، فَإِذَا أَقْرَضْتَ رَجُلًا قَرْضًا فَأَهْدَى لَكَ هَدِيَّةً، فَخُذْ قَرْضَكَ، وَارْدُدْ إِلَيْهِ (¬٤) هَدِيَّتَهُ.
• [١٥٥٩٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ أَتَعَلَّمُ مِنْه، فَجِئْتُهُ فَسَأَلَنِي مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَرَحَّبَ بِي، فَقُلْتُ (¬٥): إِنَّ أَبِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ لِأَسْأَلَكَ، وَأَتَعَلَّمَ مِنْكَ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّكُمْ بِأَرْضِ تُجَّارٍ فَإِذَا كَانَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ، فَأَهْدَى لَكَ حَمَلَةً مِنْ تِبْنٍ (¬٦)، فَلَا تَقْبَلْهَا، فَإِنَّهَا رِبًا.
• [١٥٥٩٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي أَقْرَضْتُ رَجُلًا قَرْضًا، فَأَهْدَى لِي هَدِيَّةً، قَالَ: ارْدُدْ إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ أَوْ أَثِبْهُ.
---------------
* [٤/ ١٥١ أ].
(¬١) الكفاف: الذي يكون بقدر الحاجة، وتكفّ به وجهك عن الناس. (انظر: النهاية، مادة: كفف).
• [١٥٥٩٣] [شيبة: ٢١٠٥٩].
(¬٢) تصحف في الأصل إلى: "الأرقم"، والتصويب من "السنن الكبرى" (٥/ ٥٧٢) للبيهقي من طريق الثوري، به، وينظر: "التاريخ الكبير" (٧/ ٢٢٧).
(¬٣) جناحك: جناح الإنسان يده والمعني ألن جانبك. (انظر: اللسان، مادة: جنح).
(¬٤) قوله: "واردد إليه" تصحف في الأصل إلى: "وأهدى الله"، والتصويب من "كنز العمال" (١٥٥٤٨) عن المصنف، "السنن الكبرى" (٥/ ٥٧٢) للبيهقي من طريق الثوري، به.
(¬٥) تصحف في الأصل إلى: "فقال"، والتصويب من "الطبقات الكبرى" (٦/ ٢٦٨) لابن سعد من طريق معمر، به.
(¬٦) غير واضح بالأصل، واستظهرناه من المصدر السابق.

الصفحة 545