كتاب فتوى في وقف مجاور للحرم

أو تعيَّب، فأعاده بعض من جاوره من أصحاب الدور وعمل الشبابيك المذكورة فيه في بنائه الذي جدده.
وعلى هذا يحمل صنيع من تقدم من الملوك وغيرهم في المدارس والبيوت التي لها شبابيك مطلة على المسجد الحرام؛ فإن ذلك كثير جداً في جميع جهات المسجد، ومنها ما يظهر أن بناءه ليس من البناء القديم.
وفي كثير من الدور المحيطة بالمسجد أبواب يتطرق منها إلى المسجد، والحكم في خرق هذه الأبواب كالحكم في خرق الشبابيك التي بالدور المذكورة.
وتزداد الصورة بأن فيها مصلحة خاصة ومصلحة عامة:
أما الخاصة فلما فيه من المنفعة الظاهرة لأهل المكان، من مزيد الاستضاءة -وهذه دنيوية-، ومن حصول مشاهدة الكعبة وإمكان الصلاة مع الجماعة التي تقوم في المسجد لمن يقوم في نفس الجدار؛ لأنه من جهة المسجد بخلاف من تقدم فيما دون الجدار فلا يصح ائتمامه -وهذه والتي قبلها دينية-.
وأما العامة فما تقدمت الإشارة إليه من عموم النفع لكل من في المسجد ومن يطرأ عليه من الآفاقية، بالشرب منه، والانتفاع بذلك،

الصفحة 35