كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 7)
وفي المحتسب 2: 67: «قال أبو الفتح: أما الحضب بالضاد مفتوحة، وكذلك بالصاد غير معجمة فكلاهما الحطب، ففيه ثلاث لغات: حطب، وحضب وحصب، وإنما يقال حصب، إذا ألقى في التنور والموقد، فأما ما لم يستعمل فلا يقال له: الحصب».
فأما (الحصب) ساكنا بالصاد والضاد فالطرح. فقراءة من قرأ حصب جهنم، وحصب جهنم، بإسكان الثاني منهما، إنما هو على إيقال المصدر موقع اسم المفعول، كالخلق في معنى المخلوق.
إبدال الضاد صادًا
1 - حرض المؤمنين على القتال [8: 65].
(حرص) بالصاد المهملة، حكاه الأخفش. ابن خالويه 50.
وفي البحر 4: 517: «قرأ الأعمش (حرص)، وهو من الحرص، وهو قريب من قراءة الجمهور بالضاد، هما مادتان».
2 - فقبضت قبضة من أثر الرسول [20: 96].
في ابن خالويه 89: «فقبصت، بالصاد المهملة (قبصة، الحسن وجماعة، قبصة) الحسن وقتادة ونصر بن عاصم».
وفي البحر 6: 273: «وقرأ عبد الله. والحسن بالصاد فيهما وهو الأخذ بأطراف الأصابع».
وفي المحتسب 2: 55 - 56: «قال أبو الفتح: القبض، بالضاد معجمة باليد كلها، وبالصاد غير معجمة بأطراف الأصابع، وهذا مما تقدمت إليك في نحوه تقارب الألفاظ لتقارب المعاني، وذلك أن الضاد لتفشيها واستطالة مخرجها ما جعلت عبارة عن الأكثر. والصاد لصفائها وانحصار مخرجها وضيق محلها ما جعلت عبارة عن الأقل، ولعلنا لو جمعنا من هذا الضرب ما مر بنا منه لكان أكثر من ألف موضع، هذا مع أننا لا نتطلبه، ولا نتقرى مواضعه، فكيف لو قصدنا وانتحينا وجهه وحراء.
الصفحة 685
707