كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 7)

وفي المحتسب 2: 204 - 205: «قال أبو الفتح: هذا منقول من عشى يعشى إذا ضعف بصره فعشى وأعشيته كعمى وأعميته، وأما قراءة العامة (فأغشيناهم) فهو على حذف مضاف، أي فأغشينا أبصارهم.
وينبغي أن يعلم أن (غ ش ى) يلتقي معناها مع (غ ش و) وذلك أن الغشاوة على العين كالغشى على القلب، كل منها يركب صاحبه ويتجلله، غير أنهم خصوا ما على العين بالواو، وما على القلب بالياء، من حيث كانت الواو أقوى لفظًا من الياء، وما يبدو للناظر على الغشاوة على العين أبدى للحس مما يخامر القلب: لأن ذلك غائب عن العين».
5 - وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة [28: 77].
(وابتغ) بالعين المهملة، ذكره الأخفش. ابن خالويه 113.
إبدال الفاء ثايًا
وقثائها وفومها ... [2: 61].
(وثومها) ابن مسعود. ابن خالويه 6. وفي المحتس 881: «يقال الفوم والثوم بمعنى واحد، كقولهم: جدث وجدف وثم وفم، فالفاء بدل منهما جميعا ألا ترى إلى سعة تصرف الثاء في جدث، لقولهم أجداث، ولم يقولوا: أجداف. وإلى كثرة ثم وقلة فم».
إبدال الفاء قافًا
وأزلفنا ثم الآخرين ... [26: 64].
قرأ أبي وابن عباس وعبد الله بن الحارث (وأزلقنا) بالقاف، أي أزللنا. قيل: من قرأ بالقاف صار (الآخرين) فرعون وقومه، ومن قرأ بالفاء فالآخرون هم موسى وأصحابه، أي جمعنا شملهم وقربناهم بالنجاة.
البحر 7: 20، ابن خالويه 107.

الصفحة 688