كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)

الديلمي، قال: قلت لعبد الله بن عمرو: بلغنا أنك تقول: جف القلم بما هو كائن؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله تعالى خلق خلقه، ثم جعلهم في ظلمةٍ، ثم أخذ من نوره ما شاء، فألقاه عليهم، فأصاب النور من شاء الله أن يصيبه، وأخطأ من شاء الله أن يخطئه، فمن أصابه النور يومئذٍ، اهتدى، ومن أخطأه، ضل))، فلذلك ما أقول: ((جف القلم بما هو كائنٌ)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فيوم المقادير خلقهم، وهم كالنجوم الدراري، ثم سلبهم الضوء، فوضعهم في تراب التربة التي أراد منها إنشاء خلق آدم، وقد طمس ضوءهم، فلبثوا في تلك الظلمة ملياً على أن قضى من المدة مقدار خمسين ألف سنة، أو نحوه، فصاروا في طول ذلك اللبث في تلك الظلمة ثلاثة أصناف:
1 - فصنفٌ منهم: زعم أن الذي ملكنا لم يدم له ملكه، فعجز عنا، ولو لم يكن كذلك، لم يتركنا هاهنا كالمنسي.
2 - وقال صنفٌ آخر: تركنا هاهنا، فنحن ننتظر ما يكون، وما يظهر لنا من أمره.

الصفحة 25