كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)
قال أبو عبد الله:
يعني: ترفع تلك النكت، فينجلي القلب بنوره؛ بمنزلة شمس خرجت عن كسوفها، فتجلت، فأقل الظلم: ترك أصغر شيء من أمر الله، وأعظم الظلم: الشرك، فذاك مبتدؤه، وهذا منتهاه، فترك أدنى أمر الله هو ظلم، ويقدر ذلك أطبق على نور الإيمان، وأظلم الصدر منه بقدر ذلك؛ لأنه افتقد إشراق ذلك النور على قدر ما أطبق، فكلما ازداد ذنباً، ازداد افتقاراً للإشراق، وازداد ظلمة، حتى يطبق عليه كله إذا انتهى إلى منتهاه، وهو رأس الذنوب وأعلاها، والخلق فيما بين الحدين: كلٌّ قد ألبس إيمانه؛ يعني: من هذا الظلم، مثل ذلك مثل الشمس إذا انكسفت، فعلى قدر ما ينكسف منها، يفتقد الخلق إشراقها من الأرض، فإذا انكسفت كلها، صار نهارهم كالليل.
فأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق منتهاه في حديث، ومبتدأه في حديث آخر، وكذلك أبو بكر، وعمر، فقال أبو بكر: استقاموا فلم يشركوا، وقال عمر: استقاموا فلم يروغوا، روغان الثعالب، فقصد أبو بكر لأدناه، وعمر لأعلاه.