كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)

هذه الجنة مسكنك، فانظر أن لا يخرجنك وزوجك هذا العدو من هذا المسكن؛ أي: يغرك حتى تحدث فيها حدثاً يكون خيانة للأمانة.
وقيل له: {إن لك} فيها؛ أي: في هذه الجنة {ألا تجوع فيها ولا تعرى. وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى}.
وبهذه الأربعة قوام الآدمي ومعاشه، يعرفك: أنك إن أحدثت، أخرجت منها، وإن أخرجت، شقيت؛ أي: صرت بمعزل من النعيم، ولحقتك الشدة، والتعب، والنصب في هذه المعيشة، فتحتاج أن تتكلف لجوعك وعريك، وظمئك، وضحاك -وهو حر الشمس-؛ لجوعك طعاماً، ولعريك لباساً، ولظمئك ماءً، ولضحاك مسكناً وكنًّا، فلما أحدث، وأخرج منها؛ ألقى عليه هذا النداء: احذر من الشقاء، دون حواء، فقيل: تشقى، ولم يقل: تشقيا.
ومن هاهنا علمنا: أن نفقة المرأة على الزوج.
فبقي ولده في هذا الشقاء إلى انتهاء الدنيا، فكل من كان من ولده أحفظ لهذه الأمانة، كان أوفر حظاً من أمان الله تعالى في الدنيا والآخرة؛

الصفحة 48