كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)

فدخل النار، فلم يكن يقرأ القرآن، إنما كان يتخذ آيات الله هزواً.
وروي لنا في التوراة: أنه قال: من أصبح حزيناً على الدنيا، أصبح ساخطاً على ربه.
وإنما حزن؛ لأن حرصه قواه، وهيجه على طلب ما اشتهى، ولا يرجع بقلبه إلى ما قدر له، فيطمئن إلى حسن تدبيره له وتقديره، ويسكن إلى علمه فيه كم يزاد له من دنياه، فإذا لم يرجع قلبه إلى ذلك، لم تطمئن نفسه، فطلبت النفس ذلك، فلم تجد، حزنت، فأداه الحزن إلى السخط على ربه، فذلك الداء العضال المستقبح للآدمي.
والحرص حمل أبانا آدم صلى الله عليه وسلم على أن طلب الأكل من الشجرة؛ ليبقى فيها، فلم ينظر إلى تقدير الله تعالى، فذهبت عنه المراقبة لمشيئة الله، والحرص في الطاعات، وأعمال البر إذا خرج من الوثاق والحصن، أضر به، وأفسد الأمر؛ لأنه تجاوز بالعبد إلى التعدي عن المقدار في دينٍ كان أو دنيا.

الصفحة 58