كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)

فأما حاصل الاسم:
فالطاعة: بذل النفس لله فيما أمر ونهى، والمعصية: امتناع النفس واستبدادها؛ لأن الله تعالى دعا العباد للوقوف بين يديه كالعبيد.
فالمؤمنون أجابوا دعوته، وقبلوا العبودة، ثم دعاهم بعد ذلك إلى شيء بعد شيء من الأمر والنهي؛ ليأتمروا بأمره، وينتهوا عن نهيه، فمن ائتمر بأمره، وانتهى عن نهيه، فقد وفى بتلك الإجابة في المبتدأ، وبذلك القبول، فقيل: قد أطاع، فهو مطيع؛ أي: قد أعطى ذلك البذل الذي قبله في المبتدأ، فقوله: أعطى وأطاع، معناهما من حيث ما ذكرناه واحد، مشتق بعضها من بعض، وحروفهما في العدد سواءٌ وفي التأليف مختلفة، قدم العين هاهنا، وأخر العين هناك؛ لتباين المعنيين؛ ليستعمل هذا في عطاء العبودة، ويستعمل ذلك في عطاء الأشياء المملوكة.
والمعصية: من التعيص، وهو اشتداد النفس وامتناعها، ومنه سمي العصا، يقال في اللغة: تعيص عليه؛ أي: امتنع وتشدد.
وأما القنوت: فهو الركود، وكل شيء استقر في مكانه فلم يتحرك، فهو راكد، ومن ذلك سمي الماء راكداً: إذا أمسك عن الجري، والسفن

الصفحة 6