كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)

أيهم يستلمه أولاً، قال الله تعالى: {كأنهم إلى نصبٍ يوفضون. خاشعةً أبصارهم}. والوفض: السرعة في المشي.
1574 - نا الفضل بن محمد، عن مسلم بن إبراهيم، عن قرة بن خالد، عن الحسن في قوله تعالى: {كأنهم إلى نصبٍ يوفضون}، قال: يبتدرون إلى آلهتهم أيهم أسرع ..
فلم يزل هذا شأن الله مع الأنبياء، يردع إراداتهم، ومشيئاتهم؛ ليقفوا على مراقبة مشيئته حتى استقاموا، فرضي الله عنهم؛ لموافقتهم إياه، والتخلي عن الجبرية؛ فإن الجبار واحد قهار، وليس للعبيد أن يتجبروا، فيضاهون الله، وإنما سمي الجبار جباراً؛ لأنه مستبد بكبره، يجبر الخلق على مشيئته، فالجبار مضاهٍ لله، مضادٌّ لحكمه وأقضيته.
وقال تعالى في تنزيله: {كذلك يطبع الله على كل قلبٍ متكبرٍ جبارٍ}، فالجبروت لله، والكبر لله، ليس للخلق منه شيء إلا ما يعطيهم.

الصفحة 61