كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)
1575 - نا عمر بن أبي عمر، قال: نا عبد الوهاب بن نافع، عن ابن المبارك، عن الحسن، قال: قال الله تعالى: ((يا داود! تريد وأريد، ويكون ما أريد، فإن أردت ما أريد، كفيتك ما تريد، وإن أردت غير ما أريد، غيبتك فيما تريد، ويكون ما أريد)).
فلم يزل يهذب نبينا صلى الله عليه وسلم بالزجر عن التحارص في الدين، حتى يكون بمقدار، ومقداره: أن يراقب أمر الله، ما يبدو له من مشيئاته في كل أمر، فيطمئن إليها حتى استقام، فأثنى عليه فقال: {وإنك لعلى خلقٍ عظيم}.
فسئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلقه، فقالت: ((كان يرضى برضاه، ويسخط بسخطه))؛ أي: برضا الله وسخطه؛ كأنه لم يبق له مشيئة.
وبلغ من استقامته: أنه روي لنا: أنه لما قبض، جاءه جبريل عليه السلام، فقال له: إن ربك يخيرك بين لقائه وبين الخلد، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا أختار حتى يختار لي ربي)).