كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)

فهذا غاية رفض المشيئة، لم يحمله الشوق إلى ربه تعالى على اختيار اللقاء، ولم يحمله الكون بين الأمة في خالص العبودة لله تعالى، ولذة الطاعات له، وتربية الأمة، فيختار الكون بين ظهرانيهم، فألقى الاختيار إلى ربه، فرجع جبريل، وقد كان قال لملك الموت عليه السلام: لا تنزعن محمداً صلى الله عليه وسلم حتى آتيك، فرجع وملك الموت ينتظره، فقال: يا محمد! إن الله اختار لك لقاءه، فقال: ((تقدم يا ملك الموت))، فما زال يقول: ((لقاء ربي، لقاء ربي)) حتى خرجت نفسه.
1576 - نا بهذه القصة: أبي، قال: نا صالح بن عبد الله، قال: نا عبد الوهاب الثقفي، قال: نا المهاجر، عن أبي العالية، أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه، فقال: إن ربي يخيرك بين أن تعيش ما شئت، وتعطى نهمتك من الدنيا، وأنت عبده، ورسوله، أو الرفيق الأعلى؟ فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم له: ((فأنت رسولي إلى ربي، فليختر لي))، فخرج جبريل، فرأى ملك الموت على باب الحجرة، فقال له جبريل: لا تدخل الحجرة، ولا تنزعن محمداً صلى الله عليه وسلم حتى آتيك، فحدث رسول الله أصحابه، فقال: ((إن ربي أرسل إلي يعرض علي كذا وكذا))، فقال له

الصفحة 63