كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)

الظلمات والنور}.
فالذي عمي قلبه عن الله في ظلمات المعاصي؛ جمعاً من غير حق، ومنعاً من حق، وإنفاقاً في غير حق، فهذا كله في النار.
وقال تعالى: {ولا تبذر تبذيراً. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}. فانظر إلى من نسبه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه: ((حبك الشيء يعمي ويصم)).
فإنما حرص على حبه بحبه إياه، فأعماه وأصمه عن أمر الله فيه، وعن حقوقه فيه، وعن حدوده، وألهاه تكاثره به عن ذكر الموت، حتى زار المقابر أصم أعمى، قد لحقته حقوق المال كالزنابير تلسعه، وكالعقارب تلدغه، وكالحيات تنهشه.
وقال تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شرٌّ لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن الذي جمع [المال] من غير حله، ومنع الحقوق منه، يمثل له ماله حيةً يطوق بها عنقه يوم القيامة، فتقضقض

الصفحة 68