كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 7)

بأسنانها شؤون رأسه، تأكل دماغه، ثم يعود كما كان، ثم يفعل به مثل ذلك، فما زال هذا حاله في الموقف حتى يقضي الله بين العباد، ثم مصيره إلى ما شاء الله من النار أو غيرها)).
وهذا كله ثمرة الحرص، فالحرص على الدنيا يذهب القناعة، ويكون ساخطاً على ربه، والحرص في الدين يطمس العلم، ويكون صاحبه جاهلاً إذا خرج الحرص من الوثاق، وإذا كان في وثاقٍ، انتفع به صاحبه؛ لأن الله تعالى وضعه في الآدمي؛ ليكون عوناً له وقوة على ما يحتاج إليه في الدين والدنيا، وإذا كان الحرص مفقوداً، أداه إلى العجز والكسل في أمر الله وفي عبودته.
فالحرص على الدنيا إذا كان في وثاق، يقفه على القناعة بما قسم الله له من دنياه، فلكما آتاه شيئاً منه من حله من غير طمع ولا إشراف نفس، قبله من ربه، وحمده عليه، وقنع به.
والحرص في دينه إذا كان في وثاق، يقفه على حدود مراقبة المشيئة، وتدبير الله تعالى.
وروي لنا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليه

الصفحة 69