كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 7)

كَانَ فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ حصل لَهُ مرض شَدِيد ثمَّ مَاتَت زَوجته عقبه وابناه مِنْهَا فانزعج وَذهب إِلَى الْمقْبرَة ثمَّ رَجَعَ فِي حر شَدِيد فأطعمه بعض أَصْحَابه عسل نحل فغارت عينه الْيُمْنَى ثمَّ بعد بُرْهَة تبعتها الْأُخْرَى مَعَ ثقل سَمعه، وَانْقطع ببيته فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَكَانَ حلسا من أحلاسه مَعَ ادامته التِّلَاوَة وَعدم التشكي وَكَانَ شَيخنَا كثير البرله والتفقد لأحواله وَكَذَا من شَاءَ الله مِمَّن قَرَأَ عِنْده كالوالد وَحصل لَهُ مرّة مرض الدَّرْب ومل مِنْهُ أَهله فنقلوه إِلَى البيمارستان إِلَى أَن نصل مِنْهُ مَعَ أَنه قل أَن يدْخلهُ درب ثمَّ يخرج حَيا. وَقد جودت عَلَيْهِ الْقُرْآن بتمامة حِين انْقِطَاعه بمنزله ودربني فِي آدَاب التجويد، وقرأت عَلَيْهِ تَصْحِيحا فِي الْعُمْدَة وَغَيرهَا والمسلسل الْمشَار إِلَيْهِ وَكنت شَدِيد المهابة مِنْهُ لشدَّة بأسه وصولته. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين بعد أَن هشم وتحطم وَدفن من الْغَد بالتربة البيبرسية، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أبنائه وَأثْنى عَلَيْهِ بِكَثْرَة المذاكرة وَبِأَنَّهُ خرج من تَحت يَده جمَاعَة فضلاء وَأَنه كَانَ لَا يفتر لِسَانه عَن التِّلَاوَة، وَمن الطَّائِفَة أَنه قَالَ: نقل لي أَن شَخْصَيْنِ تماشيا وَأَحَدهمَا يُقَال لَهُ جلال الدّين جَعْفَر فتذاكرا قَول الْعِمَاد الْكَاتِب للْقَاضِي الْفَاضِل مِمَّا لَا يَسْتَحِيل بالإنعكاس سر فَلَا كبابك الْفرس وَقَول الْفَاضِل لَهُ دَامَ علا الْعِمَاد فَقَالَ أَحدهمَا بديها رفع جلال جغفر فَلَمَّا بَلغنِي ذَلِك قلت رجح نبأ ابْن حجر وَكَذَا قَالَ وَقد بعث الطواشي فاتن إِلَى شخص اسْمه نتاف وَآخر اسْمه بلبل فاتن قَالَ لبلبل لَاق نتاف، وَقَالَ أَيْضا مُصحفا لِقَوْلِك ابْن حجر شيخ محدثي زَمَانه أَتَت حجر بنت نجم جدتي رمانة. رَحمَه الله وأيانا.
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر الْأَمِير نَاصِر الدّين التنوخي الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد الشهابي أَحْمد وَفَاطِمَة وَسَارة وَعَائِشَة وأخو يحيى وَيعرف بِابْن الْعَطَّار. ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بحماة وَكَانَ أَبوهُ يُبَاشر بهَا أستادارية الْأُمَرَاء ثمَّ اتَّصل بنائبها مَأْمُور القلمطاى وَتوجه مَعَه لما عمل نِيَابَة الكرك)
فلازم خدمَة الظَّاهِر برقوق حِين كَانَ بهَا وَمَات قبل عودة للْملك فَلَمَّا عَاد قدم عَلَيْهِ صَاحب التَّرْجَمَة وَالْتمس مِنْهُ رزقا فراغي أَبَاهُ فِيهِ وَأَعْطَاهُ رزقا بحماة ثمَّ الحجوبية بهَا، وَعمل دوادار نَائِب دمشق قانباي وَغَيره ن الأكابر الْأُمَرَاء إِلَى أَن تسلطن الْمُؤَيد فَنَوَّهَ الناصري بن الْبَارِزِيّ عِنْده بِهِ ولمصاهرة بَينهمَا حَتَّى اسْتَقر بِهِ فِي بيابة اسكندرية فباشرها مُدَّة وَحسنت سيرته فِيهَا وأحبه أَهلهَا ثمَّ صرف بعد الْمُؤَيد وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ

الصفحة 32