كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 7)

الخطابة بِهِ وَانْقطع فِيهِ لذَلِك ولاقراء الطّلبَة فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة واستدعي للخطابة فِي المزهرية حِين مَجِيء بعض القصاد لحسن تأديته، وَهُوَ فِي ازدياد من الْخَيْر وتقنع باليسير وانجماع وهمة فِيمَا يُوَجه إِلَيْهِ أَو يعول فِيهِ عَلَيْهِ.
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى الْمصْرِيّ الْوراق خَادِم غَازِي وَيعرف بِابْن عِيسَى. كَانَ وراقا ثمَّ خدم ضريح غَازِي المجاور للمعزية واغتبط بذلك وَصَارَ يتفحص عَن أخبارهو يكثر مراجعتي ومراجعة غَيْرِي فِي ذَلِك بِحَيْثُ صَار كثير من البطالين يهزأ بِهِ فِيهِ ويخوض مَعَه بِمَا يحرج مِنْهُ لأَجله، وَاسْتمرّ فِي تزايد وَعدم انثناء عَن اعْتِقَاد كَون غَازِي هَذَا هُوَ صَاحب ملك وَنَافِع وَكَونه مِمَّن اجْتمع بالليث وتنبه كثير من النَّاس لهَذَا الضريح وَصَارَ يجْتَمع عِنْده الْقُرَّاء وَغَيرهم فِي كل جُمُعَة بعد الصَّلَاة غير منفكين عَن ذَلِك نَحْو مشْهد اللَّيْث وَيعْمل لَهُ خبز وقمحية تفرق على جيران الْمَكَان وَنَحْوهم بمساعدة الْبَدْر بن الونائي وَغَيره فِي ذَلِك، وَكَانَ يَحْكِي لَهُ مَنَاقِب وكرامات وَيذكر لصَاحب التَّرْجَمَة مزِيد توجه واهتمام بِالْقيامِ وَالصِّيَام مَعَ مزِيد تقنع وفاقه زَائِدَة وتعفف تَامّ واستحضار لِأَشْيَاء كَثِيرَة من مَنَاقِب بعض السادات وإلمام بقبور كثير مِنْهُم ورغبة كَثِيرَة فِي كَاتبه وَكنت زَائِد التَّعَب مَعَه لكَون أسئلته الْمُهْملَة لَا تَنْقَضِي، وَهُوَ ثقيل السّمع جد أُمِّي وَمَعَ ذَلِك فَكنت أَرْجُو فِيهِ الْخَيْر وَالْبركَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين شَهِيدا نزل عَلَيْهِ اللُّصُوص وَهُوَ بالمعزية فَقَتَلُوهُ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بِأبي الْعَبَّاس الْحرار وَكَانَ لَهُ مشْهد جليل، وَأثْنى عَلَيْهِ كَثِيرُونَ وَأَظنهُ قَارب الثَّمَانِينَ وَكَانَ يحْكى أَن شَيخنَا كَانَ يبره كثيرا رَحمَه الله.)
مُحَمَّد بن أَحْمد بن فَارس الشَّمْس بن الشهَاب المنشاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ بالمنشية الْكُبْرَى من الشرقية من ريف مصر وتحول إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره، وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَسمع البُخَارِيّ عَليّ ابْن أبي الْمجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي، وتنزل فِي صوفية البيبرسية بل كَانَ أحد قراء الصّفة بهَا، وَحدث أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ، وَكَانَ خيرا سَاكِنا كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بالحاكم رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن ادريس بن شامة الشَّمْس الدِّمَشْقِي أَخُو الْعِمَاد أبي بكر وَيعرف بِابْن السراج. سمع على الحجار وَمُحَمّد بن حَازِم والبرزالي والشهاب أَحْمد ابْن عَليّ الْجَزرِي فِي آخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز

الصفحة 36