كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 7)

(لَا زلتم أعظم شهب رمى ... بثاقب الْفَهم مطل السَّبِيل)
فَقَالَ:
(إِن جَوَابا عَن سُؤال بدا ... مُلَخصا مَضْمُون لغز جليل)

(جَوَابه فِي نصف بَيت أُتِي ... أَنْت جميل وَسوَاك الْبَخِيل)

(فَالله رب الْعَرْش يبْقى لنا ... ملغزه فَهُوَ بِهَذَا كَفِيل)

(لكَي ننال الْعلم من فَضله ... ونقبس النُّور السنى الْجَلِيل)

(نظم أبي الْفضل الْمُحب الَّذِي ... يَرْجُو بذا حسن الثَّوَاب الجزيل)

(مُصَليا على نَبِي الْهدى ... مُسلما عَلَيْهِ من كل قيل)
إِلَى أَن قَالَ:)
(وَالْحَمْد لله على فَضله ... وحسبنا وَنعم الْوَكِيل)
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت الْبَدْر بن الصّلاح المكيني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المكيني ولقب قذار ربيب ابْن البُلْقِينِيّ. ولد فِي سَابِع عشرَة شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحارة بهاء الدّين ونشا بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه نجم الدّين البديوي والمنهاج والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ لحاجب والتسهيل لِابْنِ ملك وَالتَّلْخِيص للقزويني والشمسية ومختصر ربيع الْأَبْرَار، وعرضها مَا عدا الْأَخير بِتَمَامِهَا على عَم وَالِده لعلم البُلْقِينِيّ فالمنهاج فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَابْن الْحَاجِب فِي ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا والتسهيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين والشمسية فِي جُمَادَى أَيْضا من الَّتِي تَلِيهَا وَعَلِيهِ قَرَأَ الْمِنْهَاج بحثا وتحقيقا وَأذن لَهُ فِي التدريس فِي رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ بل استتابه فِي الْقَضَاء فِي شوالها ثمَّ فِي الافتاء فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْعَبَّادِيّ والبكري وَأكْثر من الْحُضُور عِنْده ولازم تقاسيم وَالِده وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهَا وَأخذ عَن الشمنى فِي الْعَرَبيَّة وَعَن التقي الحصني والكافياجي فِي أصُول الْفِقْه وَعَن الْعَلَاء الحصني فِي الْمنطق وَغَيره، وناب فِي الْقَضَاء كَمَا تقدم عَن وَالِده وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء دمنهور وسبك. غَيرهمَا بل لما انتقد زين العابدين ابْن الْمَنَاوِيّ بعض فَتَاوَى وَالِده وَكتب بخطهبجانب خطه ورتب هَذَا فِي كِتَابه كتبهَا على بعض فَتَاوَى الْمَنَاوِيّ وَكَانَت مضحكة، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي تدريس الصَّالح وَكَذَا فِي الجاولية مَعَ نظرها وأهين من أجلهَا من السُّلْطَان بِالضَّرْبِ والترسيم وَبِغير ذَلِك ثمَّ أخرج النّظر عَنهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ عَمه فتح الدّين بن القَاضِي علم الدّين فاستقر بِهِ فِي الخشابية والشريفية تدريسا ونظرا وَقَضَاء الْعَسْكَر بكلفة تزيد على أَرْبَعَة آلَاف دِينَار أَخذ الْكثير مِنْهَا من عمته واقترض، وَرغب عَن تدريس الصَّالح وباشرها بِدُونِ حُرْمَة وَلَا أبهة بل صَار يَبِيع المرثيات، وَهُوَ قوي الحافظة مديم المطالعة لَهُ إِلْمَام كأبيه بالموسيقى.
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت جلال الدّين بن الصّلاح المكيني سبط الْبَدْر السمرباي وأخو الَّذِي قبله. نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج

الصفحة 58