كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 7)

وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الرَّوْضَة وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَالشَّمْس البوصيري وَآخَرين رَفِيقًا لشَيْخِنَا ابْن خضر وَنَحْوه وَأخذ فِي النَّحْو عَن الحناوي وَفِي الْفَرَائِض وَغَيره عَن ابْن المجدي، وَجلسَ مَعَ الشُّهُود كأسلافه فبرع فِي التوثيق وبهم تدرب فأبوه كَانَ مُتَقَدما فِيهَا وجده هُوَ صَاحب الوراقة الشهيرة كَمَا ستأتي تَرْجَمته، وتنزل فِي بعض الْجِهَات كالمؤيدية والبيبرسية والمنكوتمرية وباشر النقابة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وقتا فَلم يرج عِنْده ثمَّ عِنْد شَيخنَا وَعمل فِي الْمُودع وقتا. وَكَانَ مِمَّن اخْتصَّ بشيخنا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي تَقْسِيم الْمِنْهَاج وَغَيره بل قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة بِكَمَالِهِ وَفِي الْقبَّة البيبرسية ثمَّ تغيظ عَلَيْهِ لأجل وَلَده فَلَمَّا ولي ابْن الديري أَشَارَ شَيخنَا عَلَيْهِ باستقراره بِهِ نَقِيبًا، وَحِينَئِذٍ أقبل عَلَيْهِ السعد فَكَانَت الْأُمُور جليها وخفيها جليلها وحقيرها معذوقة بِهِ وتزايدت بَين النواب وجاهته وَبعد مَوته لم يظفر بطائل، مَعَ أَنه بَاشر عِنْد ابْن الشّحْنَة قَلِيلا ثمَّ عِنْد ابْن الصَّواف والبرهان بن الديري أيامهما كلهَا بل عِنْد الأمشاطي حَتَّى مَاتَ وَقد أسن فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد بحوش البيبرسية وَكَانَ بهج الهيبة عَارِفًا بالصناعة سِيمَا فِي الأسجال والمكاتيب لمباشرته النقابة دهرا وبمقادير النَّاس وأحوال الْقُضَاة وَالشُّهُود طلق الْعبارَة فِي ذَلِك كثير الثَّنَاء على الْوَالِد وَالْعم وَالْجد فِي غيبتي وحضرتي قَائِلا أصُول طيبَة وفروع طيبَة، جوزي خيرا، وَأول مَا حج سنة إِحْدَى وَعشْرين ثمَّ سنة إِحْدَى وَخمسين مَعَ مخدومه ابْن الديري رَحمَه وَعَفا عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن أَي بكر الزين أَبُو الْخَيْر بن الزين أبي الطَّاهِر بن الْجمال بن الْحَافِظ الْمُحب الطَّبَرِيّ. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله فَسقط من هُنَا أَحْمد.
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر جمال الدّين بن شهَاب الدّين أبي الْعَبَّاس بن كَمَال الدّين أبي الْفضل بن الْعَفِيف بن القَاضِي التقى الْقرشِي الْعمريّ الْحرَازِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد الله وأخو عبد الْقَادِر الماضيين. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعى النَّوَوِيّ ومختصر الْقَدُورِيّ والألفية وَبَعض الْمجمع وَعرض على جمَاعَة)
مِنْهُم أَبُو الْبَقَاء وَأَبُو حَامِد ابْنا الضياء والزين بن عَيَّاش وَأخذ عَن ثانيهم وَأبي الْوَقْت عبد الأول وَغَيرهمَا وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الزين طَاهِر الْمَالِكِي فِي مجاورته وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر

الصفحة 75