كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 7)

م، د عن عمران بن حصين (¬1).
859/ 17906 - "لَوْ قُلتُ نَعَمْ لَوجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا، (وَلَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا عُذِّبْتُمْ").
هـ عن أَنس: أنهم قالوا: يا رسول الله، آلحجُّ في كلِّ عَام؟ قال: فذكره (¬2).
¬__________
(¬1) الحديث في صحيح مسلم كتاب (النذر) باب: لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك العبد ج 3 ص 1262 قال: وحدثني زهير بن حرب، وعليّ بن حُجر السعدى (واللفظ لزهير) قالا: حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدَّثنا أيوب عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، قال: كانت ثقيف حلفاء لبنى عقيل. فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من بنى عقيل، وأصابوا معه العضباء، فأتى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الوثاق. قال يا محمَّد، فأتاه. فقال: "ما شأنك"؟ فقال: بم أخذتنى وبم أخذت سابقة الحاج؟ فقال: إعظاما لذلك- "أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف" ثم انصرف عنه فناداه. فقال: يا محمَّد! يا محمَّد! ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيما رقيقًا. فرجع إليه فقال: "ما شأنك"؟ قال: إني مسلم. قال: "لو قلتها وأنت تملك أمرك، أفلحت كل الفلاح" ثم انصرف. فناداه فقال: يا محمَّد يا محمَّد: فأتاه فقال: "ما شأنك"؟ قال: إني جائع فأطعمنى، وظمان فاسقنى، قال: "هذه حاجتك" ففدى بالرجلين.
والحديث في سنن أبي داود كتاب (الإيمان والنذور) ج 3 ص 239 رقم 3316 بسند مسلم ولفظه.
وقد ذكر الحديث في الفائق في غريب الحديث للزمخشرى في مادة "عضب" وقال: أراد بسابقة الحاج ناقته، كأنها كانت تسبق الحاج لسرعتها بجريرة حلفائك، يعني: أنَّه كان بين رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - وبين ثقيف موادعة فلما نقضوها ولم ينكر عليهم بنو عقيل صاروا مثلهم في نقض العهد، وإنَّما رده إلى دار الكفر بعد إظهاره بكلمة الإسلام لأنَّه علم أنَّه غير صادق وأن ذلك لرغبة أو رهبة وهذا خاصة لرسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -.
(¬2) في الأصل "عد، فر" رمز ابن عدي في الكامل والديلمى في مسند الفردوس، وبه نقص الجملة الأخيرة التي بين القوسين.
وفي الفتح الكبير للنبهانى في ضم الزيادة إلى الصَّغير "هـ" رمز ابن ماجة والحديث في سنن ابن ماجة (كتاب المناسك) باب: فرض الحج ج 2 ص 963 رقم 2885، قال: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير، ثنا محمَّد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: قالوا يا رسول الله: الحج في كل عام؟ قال: "لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت لم تقوموا بها، ولو لم تقوموا بها عذبتم".
وقال في الزوائد: هذا إسناد صحيح؛ لأنَّ (محمَّد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود) ثقه وأبوه مثله.

الصفحة 105