كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 7)

على تل العجول. ثم إن العادل نزل على يافا وحاصرها، وأخذها بالسيف عنوة، وقتل كل من كان بها، وغنم منها غنائم كثيرة. ثم إن الفرنج-خذلهم الله-نزلوا على تبنين فبادرهم حسام الدين سامه وتبعتهم الجيوش الإسلامية. فلما كان نصف الليل هربت الملاعين. ثم لم يزل الملك العادل يغزو فيهم حتى أقلقهم، وسألوا المهادنة، ووقعت الهدنة بينهم إلى مدة ثلاثة شهور بعد ثلاث سنين. ثم رحل العادل إلى الشرق، ونزل على ماردين، وأخذ ربضها، وكان بها نائبا يقال له نظام الدين.
وكان قد كتب إلى العادل يستدعيه لأخذها بعد موت عز الدين صاحبها، كما تقدم من الكلام فى ذلك. ثم إنه ندم على مكاتبة العادل، وسوّف، وظهر محاله وكذبه.
وسير العادل، وطلب العساكر من الملوك أولاد أخيه، فحضروا إليه وجدّ فى حصار ماردين. ثم وقع فى الخيل مرض الطابق. ولم يزل يجد فى أمر الحصار حتى فتحها وعاد إلى الشام.
وفيها توفى الملك العزيز سيف الإسلام [ظهير الدين] طغتكين صاحب اليمن.
وفيها توفى الأمير نجم الدين النورى صاحب شغربكاس والشقيف، وهذه الحصون كان أنعم عليه بها السلطان صلاح الدين-أستاذه-فى حال حياته.

الصفحة 137