كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 7)

ذكر سنة ست وتسعين وخمسمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع وأربعة وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة اثنا عشر ذراعا وعشرون أصبعا.

ما لخص من الحوادث
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، مستمر الأمر، نافذ الحكم.
والملك المنصور بن العزيز صاحب مصر. وأتابك جيوشه الأفضل عمه. والملوك من أولاد السلطان صلاح الدين على ممالكهم، وهم فى معونة الأفضل على حصار العادل عمهم بدمشق.
وفيها وصل الملك الكامل من الشرق بجيوش كثيفة، لنجدة أبيه العادل.
وكان سبب وصوله وقدومه مكاتبة أبيه له، يحثه على حشد الجيوش، وسرعة قدومه إليه، ليستنقذه مما هو فيه من الأفضل وإخوته. وذلك أن العادل ضاق ذرعه من الحصّار وعدم القوت بدمشق، وفارقه جماعة من أصحابه. فلما ضاق به الأمر طلب الأسرى الذين كانوا عنده من الفرنج، وقال: «أسلم إليكم هذه البلد وتعطونى الكرك بجميع ما فيها»، فلم يوافقوه على ذلك. ثم شاور كبار خاصته، فقالوا:
«ابعث إلى ولدك يأتيك بالأموال والرجال». فكتب إلى ولده الكامل أن يحصّل جميع ما أمكنه من الأموال والرجال، ويسرع فى الحضور. وكتب إلى النائب بقلعة جعبر أن يسلم للكامل جميع ما فى الحصن من الأموال والسلاح.
ولما وصل الكامل بتلك الأموال والجيوش، اطمأن قلب الملك العادل، وعلم أنه قد استقر حاله. ثم حصل الخلف بين الأفضل وأخيه الظاهر صاحب حلب،

الصفحة 140