كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 7)

الجديدان، أرعن من سكر الحداثة، مقسم الرأى، وكيف لا يكون مقسمه وهو عابد الثلاثة.
وقوله فى الدعاء للسلطان: جعل الله الأرض التى يملكها منقلة، والأرض التى يطؤها مقبلة، والأرض التى يجر عليها عسكره مثقلة، والأرض التى يلقى فيها أعداءه مقتلة.
وقوله فى أمثاله: عضة المحبّ ولا قبلة الجانى!
وقوله: الركوب على الخنافس، ولا المشى على الطنافس!
وكتب إلى السلطان صلاح الدين من مصر فى أثناء مكاتبة، وذكر النيل، وعرض بما أظهره الملك العزيز ولده من تأمين السبل فقال: وأما النيل، فكما قال جميل، قد امتدت أصابعه، وتكسرت بالموج أضالعه، واحمرّ صفحه الحاكى مذاقه جنى النحل، فكأنه سيف ظل به دم المحل. وحيثما توجه المسافر يلقاه، وليس بمصر قاطع طريق سواه.
وكتب إلى عامل تشكّى منه: وقد وصل أهل عملك، يشكون سوء عملك، فإن كان الاختيار صدفك فإن الاختبار صرفك.
وله فى جملة رسالة يقول: ولو كاتبت سيدنا بمقدار شوقى إليه لأضجرته، ولو أغيبته بقدر ثقتى به لهجرته.
ومن مليح شعره وقد أعرقته الحمى يقول:
لا تنكروا عرق المريض فإنه … لضرورة أمست إليه داعية
فلكل عضو مقلة من حقها … طول البكاء على فراق العافية

الصفحة 144