كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 7)

ذكر سنة تسع وخمسين وخمسمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم ثمانية أذرع وسبعة عشر أصبعا، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وثمانية أصابع.

ما لخص من الحوادث
الخليفة المستنجد بالله أمير المؤمنين. والسلطان ببغداد عضد الدولة ألب رسلان السلجوقى.
والعاضد بمصر، وضرغام الوزير بها، إلى شهر جمادى الآخرة، قدم شاور بجيوش الشام يقدمهم أسد الدين شير كوه، وابن أخيه صلاح الدين يوسف، من قبل الملك العادل نور الدين محمود بن أتابك زنكى. وخرج إليهم همام بن سوار أخو ضرغام -الملقب ناصر المسلمين -فى جيوش كثيرة، فكانت الوقعة بينهما على بلبيس، فانكسرت جيوش همام، وقتل همام ومعه أخوين له، وقتل أيضا ضرغام. وكان مقتله عند مشهد السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، صلوات الله عليهم، فكانت مدة وزارة ضرغام مصر تسعة أشهر وعشرة أيام. وعاد شاور إلى وزارته الثانية سلخ جمادى الآخرة من هذه السنة. ودخل أسد الدين شيركوه وصلاح الدين يوسف، وأنزلوهما ظاهر القاهرة فى المخيم. وخرجت لهما الإقامات، والعلوفات، والخلع. وتأخر عنهما ما كان أشرطه لهما شاور من الأموال ونفقات الجيوش، فسير إليه أسد الدين يحثه على المال وإنفاذه، فسوّف وماطل. ثم إنه نكث جميع ما كان بينه وبين أسد الدين من العهود والمواثيق.

الصفحة 26