كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 7)

بلال، ثم أقام فقال لأبي بكر تقدم، فتقدم أبو بكر فدخل في الصلاة، ثم جاء رسول الله - عليه السلام - فجعل يشق الناس حتى قام خلف أبي بكر وصفح القوم، وكان أبو بكر - رضي الله عنه - إذا دخل في الصلاة لم يلتفت، فلما رأى أبو بكر التصفيح لا يمسك عنه التفت، فأومأ إليه رسول الله - عليه السلام - بيده، فحمد الله -عز وجل- على قول رسول الله - عليه السلام - له امضه، ثم مشى أبو بكر - رضي الله عنه - القهقرى على عقبيه، فلما رأى ذلك رسول الله - عليه السلام -، تقدم فصلى بالناس فلما قضى صلاته، قال: يا أبا بكر، ما منعك إذْ أومأت إليك أن لا تكون مضيت؟ فقال: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله - عليه السلام - وقال للناس: إذا نابكم شيء فليسبح الرجال ولتصفح النساء.
الثالث: عن نصر بن مرزوق، عن الخصيب بن ناصح الحارثي، عن وهيب بن خالد البصري، عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد. إلى آخره.
وأخرجه البيهقي في سننه (¬1).
الرابع: عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي شيخ النسائي أيضًا، عن قبيصة بن عقبة بن محمد الكوفي شيخ البخاري، عن سفيان الثوري، عن أبي حازم ... إلى آخره.
وأخرجه الدارمي في "سننه" (¬2): أنا يحيى بن حسان، ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي وعبد العزيز محمد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وسفيان بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي - عليه السلام - مثله.
قوله: "من نابه" أي: نزل به شيء من الأمور المهمة، من: نَابَه يَنُوبُه نَوْبًا.
قوله: "التصفيق" مصدر من صفق إذا ضرب على يده، والتصفيح: هو التصفيق يقال: صفح بيده، وصفق، قيل: الذي بالحاء الضرب بظاهر اليدين.
¬__________
(¬1) "سنن البيهقي الكبرى" (3/ 123 رقم 5090).
(¬2) "سنن الدارمي" (1/ 365 رقم 1365).

الصفحة 45