كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 7)

مكفوفا بـ "ما" فالأول كما في قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (¬1) أي: أعجب لعدم فلاحهم، والثاني كما في قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ} (¬2) قال الأخفش: أي لأجل إرسالي فيكم رسولًا منكم، فاذكروني وكما في قوله: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} (¬3).
قوله: "لم يكن لابن أبي قحافة" أراد به أبو بكر نفسه؛ لأن أبا قحافة أبوه، واسمه عثمان أسلم يوم الفتح، وتوفي في المحرم سنة أربع عشرة وهو ابن سبع وتسعين سنة، وكانت وفاة الصديق - رضي الله عنه - قبله فورث منه السدس.
وهو بضم القاف وتخفيف الحاء المهملة وبالفاء.
قوله: "لنؤذن" من الإيذان وهو الإعلام، أي: لنعلم أبا بكر - رضي الله عنه - بأنك حضرت يا رسول الله - عليه السلام -.
ويستنبط من هذا أحكام:
الأول: أن السنة لمن نابه شيء في الصلاة كإعلام من يستأذن عليه، وتنبيه إمامه ونحو ذلك: أن يسبح إن كان رجلًا فيقول: سبحان الله، وأن يصفق إن كانت امرأة فتضرب بطن كفها الأيمن على ظهر كفها الأيسر، ولا تضرب بطن كف على بطن كف على وجه اللهو واللعب، فإن فعلت هذا على وجه اللعب بطلت صلاتها؛ لمنافاته الصلاة، وعن هذا قال صاحب "المحيط": إذ استأذن على المصلى غيره فسبح إعلامًا أنه في الصلاة لا تفسد، ثم قال: والمرأة تصفق للإعلام وروى الحديث المذكور.
الثاني: أن الإمام إذا تأخر عن الصلاة يقدم غيره إذا لم يخف فتنة ولا إنكارا من الإِمام.
¬__________
(¬1) سورة القصص، آية: [82].
(¬2) سورة البقرة، آية: [151].
(¬3) سورة البقرة، آية: [198].

الصفحة 47