كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 7)

كُلَّهَا. وَقَالَ: تَكَلَّمْ لاَ بَأْسَ.
(وقال عمر: إذا قال: مَتْرَس، فقد آمنه): مترس -بفتح الميم وتشديد التاء الفوقية وإسكان الراء، وبفتح الميم وإسكان التاء وفتح الراء- معناه: لا تخف (¬1).
(أو (¬2) قال: تكلَّمْ لا بأسَ): مثلُ هذا وقع للهرمزان مع عمر -رضي الله عنه-، وذلك أن جيش المسلمين لما حاصروا تُسْتَر (¬3)، نزل الهرمزانُ على حكم عمر -رضي الله عنه-، فبعث به أبو موسى، فلما قدم عمر، سكت الهرمزان، فقال له عمر: تكلم، فقال: كلام حي أم كلام ميت؟ فقال عمر: تكلم فلا بأس، فقال: إنا وإياكم -معشرَ العرب- ما خلّى (¬4) الله بيننا، كنا نقتلكم ونَغْصِبُكم (¬5)؛ فأما إذا كان الله معكم، فلم يكنْ لنا بكم يدانِ، ثم هَمَّ عمر بقتله، فقال له أنس: ليس لك (¬6) إلى قتله سبيلٌ، فقال: أعطاك شيئاً؟ قلت: ما (¬7) فعلت، ولكنك قلتَ له: تكلَّمْ فلا بأس؛ فقال: لتجيئَنَّ بمن يشهدُ (¬8) معك، وإلا بدأتُ بعقوبتك، فخرجت من عنده، فإذا أنا
¬__________
(¬1) انظر: "التنقيح" (2/ 703).
(¬2) في "ع": "و".
(¬3) في "ع": "حصل وأيسر".
(¬4) في "ع": "حكى".
(¬5) في "ع": "وبعضكم".
(¬6) في "ع": "له".
(¬7) "ما" ليست في "ع".
(¬8) "بمن يشهد" ليست في "ع".

الصفحة 20