كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 7)

(حمراء الشدقين): تأنيث أحمر، وَصَفَتهَا بالدَّرَد، وهو سقوطُ الأسنان من الكِبَر، فلم يبق إلا حمرةُ اللِّثاتِ.
قال السفاقسي: ويروى جمزا -بالجيم والزَّاي-، ولم (¬1) يفسِّر معناه، ولا وقفتُ على معنى ما يصلح أن يفسَّر به؛ فينبغي الكشفُ عنه (¬2).
(أبدلك الله خيرًا منها): قال السفاقسي: في سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك دليلٌ على فضل عائشة، إلا أن تريد (¬3) أحسنَ صورةً، وأصغرَ سنًا (¬4).
قلت: أو (¬5) يكون ذلك؛ كما قاله الطبري وغيره، من باب غيرة النساء الحاملةِ لهنّ على التجوُّزِ في القول، فيكون سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأجل أنه عذرَها، وسامحها في إطلاق مثلِ هذا القول، ولم يَزْجُرها عنه، فلا يكون في ذلك تقديرٌ منه لأفضلية عائشة على خديجة.
قال القاضي: ويحتمل عندي أن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها، وأول شبتها (¬6)، ولعلها لم تبلُغْ حينئذ (¬7).
¬__________
(¬1) في "ع": "لم".
(¬2) قال الحافظ في "الفتح" (7/ 174): وهو تصحيف.
(¬3) في "ج": "يريد".
(¬4) انظر: "التوضيح" (20/ 433).
(¬5) في "ع": "و".
(¬6) في "ج": "شبهتها"، وفي المطبوع من "الإكمال": "وأول حالها، وسورة تشبيهها".
(¬7) انظر: "إكمال المعلم" (7/ 444).

الصفحة 325