كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 7)

مجيئهما من مكة إلى المدينة، وليس في الحديث ما يأباه أصلًا، ويُحمل (¬1) الإرداف على جعل أبي بكر تابعًا ورديفًا وتاليًا على بعير مختص به؛ إذ الظاهر أن هذه حالتهما في السفر، وقوله: "يهديني السبيل": يشير إليه؛ إذ الهادي إلى الطريق يكون متقدمًا على المهدي (¬2)، فتأمله.
(وأبو بكر شيخ يُعرف، والنبي - صلى الله عليه وسلم - شابٌّ لا يُعرف): قال الزركشي: يريد (¬3): دخولَ الشيب في لحيته دونه، ليس السن، هكذا رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (¬4)، وبه يزول الإشكال في قدر عمريهما.
وقيل: إنما كان كذلك؛ لأن أبا بكر أسرعَ إليه الشيبُ، بخلاف النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه مات وليس في لحيته -عليه الصلاة والسلام- ورأسه عشرون شعرة بيضاء، وكان أسنَّ من أبي بكر؛ [لأنَّ أبا بكر] بقي بعده سنتين وثلاثة أشهر وعشرين يومًا، وماتا وعمرهما واحد، ومعنى قوله: يُعرف؛ لأنه كان يتردَّدُ إليهم في التجارة، بخلاف النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬5).
(مَسْلَحَة له): -بفتح الميم (¬6) -؛ أي: يدفع عنه الأذى بمثابة سلاحه.
(يخترف): -بالخاء المعجمة-؛ أي: يجتني الثمار.
¬__________
(¬1) في "ع": "ويحتمل".
(¬2) في "ع": "الهدي".
(¬3) في "ع": "يؤيد".
(¬4) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 526).
(¬5) انظر: "التنقيح" (2/ 816).
(¬6) "بفتح الميم" ليست في "ع".

الصفحة 382