كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 7)

تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ، طَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا هَذَا الشَّاعِرُ، الَّذِي قَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ، رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ:
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ الشِّيزَى تُزَيَّنُ بِالسَّنَامِ
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ الْقَيْنَاتِ وَالشَّرْبِ الْكِرَامِ
تُحَيِّي بِالسَّلَامَةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلَامِ
يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا ... وَكيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ
(فتزوجها ابن عمها هذا الشاعرُ): هو أبو بكر بنُ شعوب، واسمه شدادُ بنُ الأسود.
قال ابن هشام: قال ابن إسحاق: وقال أبو بكر بنُ الأسود بنِ شعوب الليثيُّ، وهو شدَّاد بن الأسود، والقصيدة في "السيرة" أزيدُ مما (¬1) في البخاري بخمسة أبيات، قال ابن هشام: وكان أسلم، ثم ارتد (¬2).
(من الشِّيزى): -مقصور بشين معجمة مكسورة وزاي-: شجر تُعمل منه الجِفان، والمعنى: ماذا بقليبِ بدرٍ من أصحابِ الجفانِ التي تُعمل من الشيزى، وماذا به من أصحاب القينات؛ أي: المغنيات؟
(والشَّرْب (¬3)): -بفتح الشين المعجمة وسكون الراء-: الندامى، والواحد: شارب؛ كصَحْبٍ و (¬4) صاحب.
¬__________
(¬1) في "ع": "ما".
(¬2) انظر: "سيرة ابن هشام" (3/ 296).
(¬3) في "ع": "والشراب".
(¬4) الواو ليست في "ع".

الصفحة 388