كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 7)

الأسود كان تبناه في الجاهلية؛ فإن تبنيه (¬1) لا يدفع صورةَ الواقع من كون الابن قد وقع بين علمين، فتأمله.
* * *

2080 - (3953) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ بَدْرٍ: "اللَّهُمَّ أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ". فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ، فَخَرَجَ وَهْوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45].
(فأخذ أبو بكر بيده، فقال: حَسْبُك): قال ابن العربي فيما حكاه تلميذه السهيلي عنه: كان - صلى الله عليه وسلم - في مقام الخوف، وكان أبو بكر في مقام الرجاء. وهذا كما تراه.
وقال بعضهم: لما رأى -عليه الصلاة والسلام- الملائكةَ في القتال، وكذا أصحابه، والجهاد على ضربين: بالسيف، وبالدعاء، ومن سُنَّة الإمام أن يكون وراء الجيش لا يقاتل معهم (¬2)، فلم يكن -عليه السلام- ليريحَ نفسه من أحد الجهادين (¬3).
¬__________
(¬1) في "ع": "بينه".
(¬2) في "ع": "عليهم".
(¬3) انظر: "التوضيح" (21/ 27).

الصفحة 405