كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 7)

المعاني، لا أن يقال: هذه نزغة أسامة؛ فإنه لا يتكرر ذلك، بل نقول: ومن ثم لم يوجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أسامة (¬1) قَوَدًا، ولا دية، وإنما ذلك -والله أعلم- حيث كان أقدم عن اجتهاد (¬2) ساعده المعنى، ولكن بين رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن من قالها، فقد عصم دمه وماله، وقال: "هَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ"؛ إشارة إلى نكتة الجواب.
والمعنى -والله أعلم بجواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن هذا الظاهر مضمحلٌّ بالنسبة إلى أن القلب لا يطلع على ما فيه إلا خالقُه.
ولعلَّ هذا أسلمَ حقيقةً، وإن كان تحت السيف، ولا يمكن دفعُ هذا الاحتمال.
وفي الحديث الصحيح: "عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ" (¬3)، وفي لفظ: "يُقَادُونَ إِلَى الجَنَّةِ في السَّلاسِلِ (¬4) " (¬5).
قيل: أراد بالجنة: الإسلام، [وبالقوم (¬6): الأسرى يُكْرَهون على الإسلام، فجُعلت الشهادتان مناطًا يُدار الحكمُ] (¬7) عليهما (¬8)، فحيثُ وُجدا،
¬__________
(¬1) "على أسامة" ليست في "ع".
(¬2) في "ع": "جهاد".
(¬3) رواه البخاري (3010) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬4) "في السلاسل" ليست في "ع".
(¬5) رواه أبو داود (2677).
(¬6) "وبالقوم" ليست في "ج".
(¬7) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(¬8) في "ع" و"ج": "عليها".

الصفحة 430