كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

(ورمضان إلى رمضان) فما بعد إلي غير داخل فيما قبله. (صوم الدهر) فهم الناس أن المراد من الدهر السنة وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - عقيب بعض الأحاديث: الحسنة بعشر أمثالها، والثلث كل شهر يحصل منها في السنة ستة وثلاثون يوماً وبالمضاعفة يكون ثلاثمائة وستين يوماً وهذا التضعيف قد ثبت لصوم الثلاث من كل شهر ولصوم رمضان وست من شوال وهنا ظاهره أنه لكل ثلاث ولرمضان وذلك ستة وستون يوماً والتضعيف يقتضي أكثر من عدة السنة فينظر في وجهه وقد بحثنا في نحو هذا في حاشية الضوء وأثبتنا أنه لا متمسك في الحديث لمن قال باستحباب صوم الدهر (وإفطاره) ظاهره أنه خبر بعد خبر فالمراد صوم ما ذكر صوم الدهر في مضاعفة الأجر وإفطار الدهر في بلوغ الصائم قضاء أوطاره من إفطاره إذ لا يفوته أوطار المفطرين لسعة زمان إفطاره حتى كأنه أفطر دهره وفي ذكر هذا الخبر الأخير مع أن الكلام سيق لبيان الأجر حث للنفوس على هذا النوع من الصوم إشعارها بأنه لا يفوتها أغراضها من الإفطار وليس للشارح هنا شيء يقيد مع أن الحديث يحتاج إلى الكلام على بيان معناه. (حم م (¬1) عن أبي قتادة) ورمز لصحته المصنف.

5036 - "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر". (حم هق) (صح) ".
(صوم شهر الصبر) هو رمضان لما فيه من الصبر على مشقتي العطش والجوع والجماع. (وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر) سلف معناه قريباً. (حم هق (¬2) عن أبي هريرة) ورمز المصنف لصحته.
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد (5/ 296)، ومسلم (1162).
(¬2) أخرجه أحمد (2/ 263)، والبيهقي في السنن (4/ 293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3803).

الصفحة 11