كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

أفطرت رمضان فصم يومين مكانه" (¬1) قالوا: ففي هذا دلالة على نهيه وفيه عندي تأمل لأنه ما قاله - صلى الله عليه وسلم - له إلا وقد ذهب اليوم الذي هو سرر شعبان فأمره بقضائه فلا دليل أنه نهاه عن صوم السرار في سؤاله عن صومه فالعلة تدل على جوازه، عن صوم السرر من شعبان ولو كان بعبادة من كل شهر أو يذره منه بدليل قوله: "فإذا أفطرت فصم يومين مكانه". (د (¬2) عن معاوية) رمز المصنف لصحته.

5045 - "صوموا أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، هن كنز الدهر". أبو ذر الهروي في جزء من حديثه عن قتادة بن ملحان".
(صوموا أيام البيض) أي أيام الليالي بينها قوله: (ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة) وقع العدد بياناً لليالي والمراد أيامها (هن كنز الدهر) الكنز ما يكنز لنفاسته والمراد أن صائمها كنز دهره وحفظه عن الضياع في ما لا ينفع لأنه كصيامه الدهر كان بعض الصحابة يقول أنا صائم ثم يرى يأكل ويشرب فيقال له في ذلك فيقول صمت ثلاثة أيام من هذا الشهر فأنا صائم في فضل الله مفطر في ضيافة الله. (أبو ذر الهروي (¬3) في جزئه من حديثه عن قتادة بن ملحان) بكسر ميمه وسكون اللام بعدها مهملة.

5046 - "صوموا من وَضَحٍ إلى وَضَحٍ. (طب) عن والد أبي المليح (ح) ".
(صوموا من وَضَحٍ إلى وَضحٍ) بمعجمة فمهملة محركات أي من الهلال إلى الهلال من هلال رمضان إلى هلال شوال، والوضح الهلال وهو في الأصل البياض ذكره الزمخشري (¬4) ومن زعم أن معناه من الفجر إلى الغروب فقد وهم
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (1983)، ومسلم (1161).
(¬2) أخرجه أبو داود (2329)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3808).
(¬3) أخرجه أبو ذكر الهروي في جزئه كما في الكنز (24186)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 213)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3503).
(¬4) الفائق في غريب الحديث (4/ 110).

الصفحة 16