كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

إلى قابل لأصومن التاسع" (¬1) قال ابن رجب الحنبلي: يتحصل من الأخبار أنه كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - أربع حالات كان يصومه بمكة ولا يأمر بصومه فلما قدم المدينة وجد أهل الكتاب يصومونه ويعظمونه وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر فيه بخلافهم فصامه وأمر بصومه وأكد فلما فرض رمضان ترك التأكيد ثم عزم في آخر عمره أن يضم إليه يوما آخر مخالفة لأهل الكتاب ولم يكن فُرِضَ قط على الأرجح. (حم هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وهو غفلة عن قول الحافظ الهيثمي: وغيره فيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير انتهى، وفيه أيضاً داود بن علي الهاشمي قال في الميزان (¬3): ليس بحجة ثم ساق له هذا الخبر.

5051 - "صوموا يوم عاشوراء، يوم كانت الأنبياء تصومه. (ش) عن أبي هريرة (صح) ".
(صوموا يوم عاشوراء) كأنه قيل لماذا نعظمه بصومه فأتى بجملة استئنافية. (يوم كانت الأنبياء تصومه فصوموه) فيه الاقتداء بمن سلف من الأنبياء، قال ابن رجب: صامه نوح وموسى وغيرهما، وقد كان أهل الكتاب يصومونه وكذا الجاهلية فإن قريشا كانت تصومه، ومن أعجب ما ورد أنه كان يصومه الوحش والهوام، فقد أخرج الخطيب في التاريخ مرفوعا: "أن القرد والطير صام عاشوراء"، قال ابن رجب: سنده غريب وقد روى ذلك عن أبي هريرة. وروي عن الخليفة القادر بالله أنه كان يبيت الخبز للنحل فتأكله إلا يوم عاشوراء. (ش (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم (1134).
(¬2) أخرجه أحمد (1/ 241)، والبيهقي في السنن (4/ 287)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3506).
(¬3) انظر ميزان الاعتدال (3/ 20).
(¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (9355)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3507).

الصفحة 20