كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

اتخاذه قبلة يسجد إليها، وقبر إسماعيل لا يعرف محله ولا يقصده أحد بالصلاة إليه، وهذا الحديث إعلام للأمة بأن يتجنبوا اتخاذ القبور مساجد لما في ذلك من الذريعة إلى عبادتها والاعتقاد فيها، وقد وقع من ذلك في جميع الأقطار ما لا ينكره أحد. (ق د (¬1) عن أبي هريرة) وفي الباب جابر وابن عمر وغيرهما.

5978 - "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون". الطيالسي والضياء عن أسامة (صح) ".
(قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل الكعبة ورأى فيها تصاوير فمحاها، واصل اتخاذ الصور أن الأوائل فعلوها على شكل أسلافهم ليتأسوا برؤية صورهم ويتذكروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم في الطاعة، ثم خلف من بعدهم خلف سول لهم الشيطان أنَّ أسلافهم كانوا يعبدونها فعبدوها. والحديث دليل على تحريم التصوير على الجدارات ونحوها وتحريمه بجسم مستقل أولى، وزعم من لا علم عنده أنه إنما تحرم في تلك الأزمنة لقرب عهدهم بالأوثان وقد رده العلماء عليه وتأتي أحاديث في التصوير. (الطيالسي والضياء (¬2) عن أسامة) رمز المصنف لصحته.

5979 - "قاتل دون مالك، حتى تحوز مالك، أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة". (حم طب) عن مخارق (ح) ".
(قاتل) أمر إرشاد وإيجاب إلا أنه لم يقله أحد. (دون مالك) أي قاتل من تصدى لأخذه. (حتى تحوز مالك) يشمل كل ما سمي مالا وإن قل، (أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة) ظاهره أنه لا يكون له في الدنيا حكم الشهداء بل
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (437)، ومسلم (530)، وأبو داود (3227).
(¬2) أخرجه الطيالسي (623)، والضياء في المختارة (1336)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4292)، والصحيحة (996).

الصفحة 571