كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

(الشكر) كأنه لما فيها من الإقرار بالسؤال عن النعيم ومن أقر بالسؤال عنه فقد أقر بالإنعام وأنه لا بد من الجزاء عليه وهذا شكره ولأن معاني السورة كلها دالة على شكر النعمة. (فر (¬1) عن أسماء بنت عميس) سكت المصنف عليه وفيه إسماعيل بن أبي أويس قال الذهبي في الذيل: صدوق صاحب مناكير وقال النسائي: ضعيف.

5985 - "قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها". (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(قاربوا) اقصدوا أقرب الأمور فيما تعبدتم به ولا تغلو فيه ولا تقصروا، وقيل: إنه من قولهم قاربت الرجل لاطفته بكلام حسن. (وسددوا) اقصدوا السداد في كل أمر وهو قريب من معنى قاربوا. (ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة) لذنوبه. (حتى النكبة ينكبها) هو ما يصيب الإنسان من الحوادث كما في النهاية. (أو الشوكة يشاكها) تصيبه بحدها فإنها كفارة لذنوبه وفيه تسلية بالغة وإعلام بأنه لا ينال العبد شيء إلا كفر الله عنه من خطاياه وسبب الحديث أنها لما نزلت الآية {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره مخبراً أن الجزاء منه ما يكون في دار الدنيا. (حم م ت (¬2) عن أبي هريرة) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

5986 - "قاضيان في النار، وقاض في الجنة: قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، وقاض عرف الحق فجار متعمدا"، أو قضى بغير علم فهما في النار". (ك) عن بريدة (صح) ".
¬__________
(¬1) أخرجه الديلمي كما في الكنز (2652)، وأخرجه البيهقي في الشعب (2518) بلفظ "أن يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}. انظر فيض القدير (4/ 468)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4038).
(¬2) أخرجه أحمد (2/ 248)، ومسلم (2574)، والترمذي (3038).

الصفحة 575