كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

(قاضيان في النار) إخبار عن أحوال الذين يقضون بين الناس في أي أمر عظيم أو حقير قال ابن تيمية (¬1): حتى من يحكم ويفاضل بين الصبيان في الحظوظ. (وقاض في الجنة) فقسمهم إلى ثلاثة وبين صفة كل واحد وحكمه بقوله: (قاضٍ عرف الحق) بالأدلة إذ المقلد لا يسمى عارفاً. (فقضى به فهو في الجنة) لإيقاعه القضاء على مطابقة ما عرفه من الحق. (وقاض عرف الحق فجار) مال عن الحكم به. (متعمداً) للميل. (أو قضى بغير علم فهما) العالم الجائر المتعمد والقاضي الجاهل. (في النار) تمام الحديث عند مخرجه قالوا: فما ذنب هذا الذي يجهل؟ قال: "ذنبه لا يكون قاضيا حتى يعلم" قال الذهبي: كل من قضى بغير علم ولا بينة من الله ورسوله على ما يقضي به فهو داخل في هذا الوعيد المفيد أن ذلك كبيرة. (ك (¬2) عن بريدة)، رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وتعقبه الذهبي بأن ابن أبي بكير الغنوي أحد رجاله منكر الحديث وقال في الكبائر: إسناده قوي.

5987 - "قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار". (هق) عن معاوية بن حيدة (ح) ".
(قاطع السدر) الشجر المعروف (يصوب الله رأسه في النار) أي ينكسه جزاءً وفاقاً؛ لأنه نكس رأسها، سئل أبو داود السجستاني عن هذا الحديث فقال: هو حديث مختصر ومعناه: من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل عبثاً وظلماً بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار أي نكسه فيها، وقيل: أراد به سدر مكة؛ لأنها حرم، وقيل: سدر المدينة نهى عن قطعه ليكون أنساً وظلاً
¬__________
(¬1) مجموع الفتاوى (18/ 170).
(¬2) أخرجه الحاكم (4/ 101، 102)، وكتاب الكبائر للذهبي (ص: 129)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4298).

الصفحة 576