كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

عند الله من ريح المسك) المراد أنه تعالى يثيب على هذه الرائحة ثواباً أكبر مما يثيب على استعمال المسك فيما يرضيه في الجمع والأعياد ونحوها، ويحتمل أنَّ المراد طيبه عند الملائكة، وقيل يجازيه الله في الآخرة بأن يجعل ريحه ونكهته أطيب من ريح المسك كما في دم الشهداء. (وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره) بإتمام صومه وسلامته عن المفسدات بخروجه عن عهدة المأمور به أو بالأكل والشرب بعد الجوع، أو بما يعتقده من وجوه الثواب، أو بما ورد في الخبر "أنَّ للصائم عند فطره دعوة لا ترد". (وإذا لقي ربه فرح بصومه) بنيل ثوابه وعظم المنزلة عند ربه. (ق ن (¬1) عن أبي هريرة) بألفاظ متقاربة.

5995 - "قال الله تعالى: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره". (حم خ) عن أبي هريرة (صح) ".
(قال الله تعالى: "ثلاثة أنا خصمهم) زاد ابن خزيمة: "ومن كنت خصمه خصمته" والخصم مصدر خصمته نعت به للمبالغة كصوم وعدل. (يوم القيامة: رجل أعطى بي) أي عاهد باسمي وعهدي وذمتي. (ثم غدر) في عهده. (ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه) انتفع به بأكل أو غيره إلا أنه خص الأكل لأنه أعظم المنافع. (ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه) ما استأجره لأجله. (ولم يعطه أجره) فهو لا يتولى الله تعالى المخاصمة لمن ظلمهم عنهم. (حم خ (¬2) عن أبي هريرة) ورواه أبو يعلى وغيره.

5996 - "قال الله تعالى: شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني، أما شتمه إياي فقوله: إن لي ولداً وأنا الله الأحد الصمد
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (1151)، والنسائي (4/ 162).
(¬2) أخرجه أحمد (2/ 358)، والبخاري (2114)، وأبو يعلى (6571).

الصفحة 582