كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة: 77]. (أو ولداً) كما قالوه وقد ذكر تعالى الرد على من زعم أنه اتخذ ولدا في كتابه في مواضع كقوله: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)} [سورة البقرة: 116، 117]، فذكر أربع حجج في نفي الولد عنه وقد جود الكلام على الآية ابن القيم (¬1) في آخر كتابه بدائع الفوائد بما يشفى ويكفي. (خ (¬2) عن ابن عباس).

5998 - "قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. (حم ق ت هـ عن أبي هريرة) " (صح).
(قال الله تعالى) خطابا وإخبارًا لأنبيائه عليهم السلام فيبلغوا عباده.
(أعددت) من الإعداد وهو تأهيب الشيء لمن بعد له وفيه دليل على خلق الجنة وتكرر في القرآن: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] (لعبادي الصالحين) القائمين بما أمروا به. (ما لا عين رأت) بتنوينها وتنوين إذن وروى بفتحهما من دونه وكلاهما صحيح إذ هما من باب لا حول ولا قوة إلا بالله وكلمة ما موصولة أو موصوفة وحذف العائد من رأت أي رأته والنكرة في سياق النفي للعموم أي لم تره عين من العيون كلها. (ولا أذن سمعت) أي سمعت وصف ما أعد حقيقة وأن وصفه تعالى في كتابه ووصفت الرسل فهو عند الحقيقة فوق ذلك، ويحتمل أن المراد ما لا عين رأت من المبصرات ولا أذن سمعت من الأصوات والنغمات الطيبات وخص الرؤية والسمع لأن أكثر المحسوسات تدرك بهما والإدراك ببقية الحواس أقل فإذا لم يدرك بأعم الحواس إدراكا لم يدرك بأخصها. (ولا خطر على قلب بشر) أي لم يتصوره قلب بخطوره عليه إذ لا
¬__________
(¬1) بدائع الفوائد (4/ 960).
(¬2) أخرجه البخاري (4482).

الصفحة 587