كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

اسم لمدة العالم من ابتداء تكوينه إلى انقراضه ويعبر به عن المدة الطويلة. (وأنا الدهر) أي مقلبه ومدبره فأقيم المضاف مقام المضاف إليه أو بتأويل مدبر أي المدبر بما يحدث ولذا عقبه بقوله. (بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار) أي أجدهما وأُبليهما وأذهب بالملوك كما في رواية أحمد قال الراغب (¬1): المعنى أنا فاعل ما يضاف إلى الدهر من الحوادث فإذا سب الآدمي الدهر يعتقد أنه فاعل ذلك فقد سبني وقال القاضي: من عادة الناس إسناد الحوادث والنوازل إلى الأيام والأعوام وسبهما لا من حيث أنها أيام وأعوام فهم في الحقيقة سبوا فاعلها وعبروا عنه بالدهر في سبهم وهو معنى قوله: وأنا الدهر لا أن حقيقته حقيقة الدهر ولإزاحة هذا الوهم الزائع أردفه بقوله: أقلب الليل والنهار فإن مقلب الشيء ومغيره لا يكون نفسه وقد زعم البعض أن من أسمائه تعالى لفظ الدهر. (حم ق د) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه أيضاً عنه النسائي في التفسير.

6007 - "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يقول: "يا خيبة الدهر" فلا يقولن أحدكم: "يا خيبة الدهر" فإني أنا الدهر: أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما". (م) عن أبي هريرة (صح) ".
(قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يقول: "يا خيبة الدهر") أي يقول ذلك إذا أصابه مكروه في القاموس (¬3): خاب يخيب خيبة حرم أي يا حرمان الدهر في ما أطلبه أو من خيبه الله خسر وكفر ولم ينل ما طلب. (فلا يقولن أحدكم: "يا خيبة الدهر" فإني أنا الدهر) قيل: التقدير وأنا مقلب الدهر والمتصرف فيه والمعنى أن الزمان يذعن لأمري لا اختيار له فمن ذمه على ما يظهر فيه صادراً عني فقد
¬__________
(¬1) مفردات القرآن (ص 1629).
(¬2) أخرجه أحمد (2/ 238)، والبخاري (4826)، ومسلم (2246)، وأبو داود (5274)، والنسائي في الكبرى (6/ 457).
(¬3) انظر القاموس (1/ 64).

الصفحة 600