كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 7)

ذمني فأنا الضار والنافع والدهر ظرف لا أثرله. (أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما) عند قيام القيامة وخراب هذه الدار وسب الدهر والتحرم منه باب فتحه الشعراء ودخله الناس كافة ولا يعلم أنه جاء في كلام النبوة والسلف الصالح سبه أو نسبة شيء إليه فعلى البشر أن يزم لسانه بزمام التقوى عن ذلك. (م) (¬1) عن أبي هريرة.

6008 - "قال الله تعالى: سبقت رحمتي غضبي" (م) عن أبي هريرة (صح) ".
(قال الله تعالى) مخبراً عن سعة رحمته إيناساً لعباده "ظهاراً لكمال فضله. (سبقت رحمتي غضبي) وفي لفظ للبخاري "غلبت رحمتي" أي آثار رحمتي آثار غضبي قال الدماميني: الرحمة إرادة الثواب والغضب إرادة العقاب ولا توصف الصفات بغلبة ولا يسبق بعضها بعضاً لكن ورد هذا على الاستعارة ولا منع من جعل الرحمة والغضب من صفات الفعل لا الذات فالرحمة هي الثواب والإحسان والغضب الانتقام والعطب فتكون الغلبة على بابها.
قلت: ويحتمل أن المراد بالسبق سبقها وجوداً فإن الله برحمته أوجد العباد وتفضل عليهم بنعمة الإيجاد والإمداد ولم يغضب عليهم إلا بعد وقوع الذنوب منهم والحديث بيان لسعة رحمته تعالى وشمولها ووصولها إلى الخلائق قبل الغضب والسبق مقتضى الغلبة والغالب له الحكم أخرى. ولذا كانت رحمة الله في الآخرة تسعة وتسعين رحمة فتضاف إلى الرحمة التي أوجدها لعباده في الدنيا. (م) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه أبو يعلى عنه والديلمي.

6009 - "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟ فليخلقوا حبة, أو ليخلقوا ذَرَّةً، أو ليخلقوا شعيرةً". (حم ق) عن أبي هريرة" (صح).
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم (2246).
(¬2) أخرجه البخاري (7114)، ومسلم (2751)، وأبو يعلى (6281)، والديلمي (4474).

الصفحة 601