كتاب جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السابعة (اسم الجزء: 1)

وأما تعليم الإمام للمأمومين وغيرهم ما أمر الله به ونهاهم، فإنه فرضٌ على الإمام باتفاق المسلمين. وإذا غلب على ظنّ الإمام أن غيره لا يقوم بهذا الفرض صار فرض عينٍ عليه يأثم بتركه. وقد نصَّ الأئمة على مثل ذلك في الصلاة، حتى قالوا أيضًا: إذا رأى من يسابق الإمام، أو من نسي في صلاته ولم يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر صار شريكًا له في الإثم.
ولهذا جاء في الحديث: «ويلٌ للعالم من الجاهل، وويلٌ للجاهل من العالم، فويلٌ للعالم إذا سكت عن تعليم الجاهل، وويلٌ للجاهل إذا لم يقبل من العالم».
والحديث: «إن الخطيئة إذا خفيت لم تضرّ إلا صاحبها، وإذا أُعْلنَت الخطيئة فلم تُنْكر ضرَّت العامة».
فإذا لم يأمر بالصلاة التي هي عمود الدين، وإقامة واجباتها،

الصفحة 404