كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 7)
النظير والمثيل، ولحن العامة وطبقات النحويين وكتاب الواضح وسواها من كل تأليف مخجل لمن أتى بعده فاضح، وله شعر مصنوع ومطبوع، كأنّما يتفجر من خاطره ينبوع، وقد أثبت له منه ما يقترح، ولا يطرح، فمن ذلك قوله:
كيف بالدّين القديم ... لك من أم تميم
ولقد كان شفاءً ... من جوى القلب السقيم
يشرق الحسن عليها ... في دجى الليل البهيم وكتب مراجعاً:
أغرقتني في بحور فكر ... فكدت منها أموت لما (1)
كلّفتني غامضاً عويصاً ... أرجم فيه الظنون رجما
ما زلت أسرو السجوف عنه ... كأنّني كاشف لظلما
أقرب من ليله، وأنأى ... مستبصراً تارة وأعمى
حتى بدا مشرق المحيّا ... لمّا اعتلى طالعاً وتمّا
لله من منطق وجيز ... قد جلّ قدراً وجلَّ فهما
أخلصت لله فيه قولاً ... سلّمت لله فيه حكما
إذ قلت قول امرىء حكيمٍ ... مراقب للإله علما
الله ربّي وليُّ نفسي ... في كل بوسٍ وكلّ نعمى وكتب إلى أبي مسلم ابن فهد وكان كثير التكبر، عظيم التجبر، متغيراً (2) لسانه، مقفراً من المعالم جنانه:
__________
(1) المطمح: غما.
(2) المطمح: متعثراً.